%D8%AA%D8%B4%D9%8A%D9%8A%D8%B9%20%D8%AC%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%8A%20%D8%B3%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D9%8A - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

تشييع جثمان الأسير الجولاني سيطان الولي
مجدل شمس\الجولان - «جولاني» - 24\04\2011
شيّع المئات من أبناء الجولان، إلى مثواه الأخير في مجدل شمس ظهر اليوم الأحد، جثمان الأسير الجولاني السابق سيطان نمر الولي، الذي وافته المنية الليل الفائت عن عمر ناهز الخامسة والأربعين، بعد صراع مرير مع مرض عضال، أصابه خلال فترة أسره التي استمرت 22 عاماً.

وكان جثمان الفقيد قد سجي في مبنى «مركز الشام»، حيت ألقى المئات من أبناء الجولان المحتل، ومن الإخوة في فلسطين، نظرة الوداع الأخيرة عليه، وألقيت العديد من الكلمات التي عددت مناقب الفقيد ومآثره ومواقفه الوطنية المشرفة.

وقد شيّع جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير في مقبرة البلدة عند الساعة الحادية عشرة ظهراً، فلف بالعلم الوطني، وسار المئات في جنازته، حمل العديد منهم الأعلام السورية، وندبه الشباب بصورة مؤثرة.
وصليت الجنازة في «ساحة الشهداء»، حيث ألقيت ثلاث كلمات: واحدة باسم أهالي الجولان، وأخرى باسم الأسرى، وثالثة باسم آل الفقيد، ليوارى الجثمان الثرى في قبر منفرد بجانب رفاقه السابقين من المناضلين والشهداء من أبناء الجولان المحتل.

وبوفاة سيطان الولي تكون الحركة الوطنية في الجولان المحتل قد خسرت مناضلاً عنيداً ومثقفاً وناشطاَ سياسياً واجتماعياً من طراز نادر.


 الأسير سيطان الولي
1966- 2011
ولد الأسير سيطان نمر الولي في مجدل شمس في العام 1966، ودخل سنوات شبابه في فترة المد الوطني في الجولان المحتل، التي بدأت في العام 1982، فتأثر شأنه شأن سائر شباب الجولان في تلك الفترة بالأفكار الثورية التي دعت إلى مقاومة الاحتلال والطموح إلى تحرير الجولان بكل السبل المتاحة، فأسس مع عدد من زملائه، وهو لا يزال طالباً على مقاعد الدراسة في المدرسة الثانوية في مسعدة، خلايا مقاومة أطلق عليها لاحقاً "خلايا المقاومة السرية في الجولان المحتل".
تركز عمل سيطان ورفاقه بتفكيك الألغام الأرضية التي زرعها الجيش الإسرائيلي وإعادة استخدامها في أماكن أخرى، وكذلك في دخول بعض مخازن الجيش الإسرائيلي في الجولان والاستيلاء على بعض الأسلحة منها، خاصة القنابل اليدوية.
كان أكبر عمل نوعي عسكري قام به سيطان ورفاقه تلغيم وتفجير مخزن للأسلحة تابع للجيش الإسرائيلي في منطقة بير الحديد قرب بقعاثا، في العام 1985، ما أدى إلى تفجر 850 قذيفة دبابة إسرائيلية.

اعتقل سيطان الولي في 23\08\1985 واستمرت محاكمته تسعة أشهر، رفض خلالها الأسير ورفاقه النهوض للقضاة عند دخولهم قاعة المحكمة أثناء الجلسات، وأثناء جلسة النطق بالحكم أنشدوا النشيد الوطني للجمهورية العربية السورية، في وقفة اعتبرتها الصحافة في ذلك الوقت عملاً بطولياً، فحكمت المحكمة عليه، وعلى كل من رفاقه، بالسجن لمدة 27 عاما بتهمة تهديد أمن إسرائيل.

أصيب الأسير، وبعد قضائه 22 عاماً في السجون الإسرائيلية بمرض عضال، أدى إلى استئصال إحدى كليتيه. وبعد تدهور وضعه الصحي أفرجت السلطات الإسرائيلية عنه بصورة مشروطة.

نال سيطان حريته المشروطة بتاريخ 08\07\2008، فاستقبل في الجولان استقبال الأبطال، حيث خرج الآلاف إلى الشوارع والساحات، في قرى بقعاثا ومسعدة وعين قنية ومجدل شمس، لاستقبال موكب الأسير في طريقه من السجن إلى بيت أهله في مجدل شمس. وقد احتشد الآلاف في ساحة سلطان الأطرش في مجدل شمس حين اعتلى الأسير منصة تمثال "المسيرة" وألقى خطبة حماسية، قاطعتها الجماهير المحتشدة مرات عديدة بالتصفيق والهتافات الوطنية.

يعتبر سيطان الولي واحداً من أبرز أسرى الجولان الذين صقلهم الأسر، فخرج إلى الحرية مناضلاً عنيداً مثقفاً وواسع الاطلاع، ذي رؤية سياسية واضحة لمعطيات الواقع ومعضلاته، فكتب عشرات المقالات والتحليلات التي نشرت في وسائل الإعلام المحلية، بالإضافة إلى كتاب بعنوان "سلال الجوع" أصدره في العام 2006 وهو لا يزال في الأسر، تحدث فيه عن نضالات الحركة الأسيرة داخل السجون الإسرائيلية.

دخل الأسير قفص الزوجية في 11\12\2010 لكن
المرض الخبيث لم يمهله كثيراً، فاشتد عليه وتدهورت صحته إلى أن وافته المنية ليل 23-24\04\2011، ليس قبل أن يسجل اسمه في سجل الخالدين وفي قائمة المجد من أبناء الجولان البررة، الذين صنعوا تاريخه المشرف بأحرف من نور.

 إضغط هنا لمشاهدة المزيد من الصور